2010/03/15

ماذا لو ظهر المهدي اليوم ؟


الزمان : سنة 1922.. حيث كان العراق تحت الاحتلال البريطاني .. آنذاك كان البريطانيون يتحكمون بالوزارات العراقية من خلال مستشاريهم .. وخلف كل وزير عراقي كان هناك مستشار بريطاني .. المكان : مقهى بغدادي .. شخصان يتجاذبان اطراف الحديث .. الشخص الاول، مدخنا نركيلته، يقول لصاحبه : يقال ان احد الملالي تنبأ بظهور المهدي قريبا .. فيرد عليه الشخص الثاني : وما الفائدة من ذلك؟ المسيح سيظهر عندها وسيعمل مستشارا له !!

وبما ان الترجمة هي دائما خيانة للنص الاصلي .. ساضع هذه الحكاية النكتة بالانكليزي كما ترويها المس بل في احدى رسائلها الى ابيها :


I'll tell you a delicious story. There has been a good deal of chat about the position of advisors. Some of the ministers are merely stop gaps and notoriously incompetent and people not unreasonably complain that the British advisor is the seat of authority. The feeling is embodied in the following coffee shop anecdote

A. loq (over his narghilah) Men say that a certain Mulla has prophesized the immediate coming of the Mahdi
B. (grumpily) What good will that be? Christ will come too and he'll be the Advisor

And the whole town is laughing over it, we and they, in perfect appreciation of the
excellence of the joke

السخرية المتذمرة الموجودة في هذه الحكاية تكشف عن روح نكتة مدهش ..هيهات ان تسمع اليوم مثل تلك السخرية الذكية ..فنحن في زمن مقتدى الصدر .. مقتدى الذي حول سرسرية جيش المهدي الى "ممهدون" .. تصورا، علاسة وصكاكة يمهدون "للمهدي" .. بربكم أي منقذ هذا الذي يمهد له سرسرية ؟ يبدوا ان الناس في "العراق البريطاني" كانوا اذكى من الناس في "العراق الامروايراني" .. لا بل حتى المحتل انذاك كان اذكى .. فانت عندما تقارن كتابات المس بيل واسلوبها بـ كتاب بول بريمر .. ستفهم ان بريمر هو عبارة عن "ثمانين" كيلوغرام من الغباء السياسي !!

السؤال الذي تفرضه النكتة الذكية التي ترويها المس بيل هو التالي : ماذا لو ظهر المهدي اليوم ؟ صحيح ان شخصية المهدي هي شخصية اسطورية ابتدعها وكلاء الغيبة الصغرى من اجل خمط خمس الفقراء كما يقول
الباحث الشيعي احمد الكاتب .. ومع ذلك .. ماذا لو ظهر المهدي اليوم ؟ قليل من الخيال لا يضر !!

لو ظهر المهدي اليوم فانه سينزل "من السماء" بطائرة امريكية في مطار كويتي .. ومن هناك سيركب الدبابة الامريكية معلنا تحرير العراق .. ولو ظهر المهدي اليوم فانه سيستعين بـ نوح فيلدمان كمستشار قانوني من اجل كتابة الدستور .. ولو ظهر المهدي اليوم فانه سيزور البيت الابيض سرا مدعيا انه ذهب الى واشنطن من اجل اجراء عملية الجيوب الانفية !! وافراد حمايته سيكونون من البلاكووتر !! نعم، لو ظهر المهدي اليوم فانه سيشتري فيلا في لندن !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق