2010/01/16

عاشوراء .. انقلاب الدجل على الدجال


يبدوا ان ايران دخلت في الاسابيع الاخيرة وبالتحديد منذ احداث عاشوراء الاخيرة مرحلة سياسية جديدة .. اذا لم يعد غضب المتظاهرين وشعاراتهم تنصب على احمدي نجاد والانتخابات المزورة .. نقمة المتظاهرين اليوم توجّه الى خامنئي او "بينوشيه ايران" كما تسميه احدى الشعارات ..الشعار الاشهر اليوم في الشارع الايراني هو: "خامنئي قاتله ولايته باطلة" .. وقمع السلطة قد زاد من الطين بله .. هناك صور كثيرة للقمع الذي تعرض له المتظاهرون موخرا ولكن واحدة من ابشع الصور التي شاهدتها عن تلك الاحداث هي سيارة سلطة تحاول تخويف المتظاهرين من خلال الحركة بسرعة في كل الاتجاهات فتنتهي بسحق متظاهرا (او متظاهرة؟؟) تحت عجلاتها.

ما يستوقفني في هذه الاحداث هي مسألة التظاهر في عاشوراء .. وبالتحديد خطاب السلطات الايرانية ردا على ما سمته "الاستخدام السياسي" لمناسبة دينية مقدسة.. الحرس الثوري طالب بـ "معاقبة من يقفون وراء الإهانة الرهيبة التي لحقت بعاشوراء"..ممثل علي خامنئي قال "ان زعماء المعارضة اعداء الله ويستحقون الاعدام".. وكالة انباء فارس شبه الرسمية قالت ان المحتجين أهانوا يوم عاشوراء .. وبعض المحافظين نعت المتظاهرين بالغوغاء.

كما ترون فأن عاشوراء عندما توظف سياسيا من قبل شيعة ضد سلطة شيعية فهي تعتبر "اهانة رهيبة" للمناسبة الدينية "المقدسة".. ولكنها عندما تستخدم من قبل شيعة ضد سلطة غير شيعية فهي تعتبر عملا بطوليا ..عاشوراء عندما يستخدمها ايرانيون ضد الحكومة الايرانية هي غوغائية وخيانة لمناسبة "مقدسة" وعقوبتها الموت .. اما عندما يستخدمها الشيعة ضد حكومة عراقية فهم مجاهدون وحلفاء تتم استضافتهم ومدهم بالمال والسلاح من اجل إضعاف الدولة العراقية .. الاستخدام السياسي لعاشوراء في ايران"خامنئي" حرامس" .. اما الاستخدام السياسي لعاشوراء في دولة غير شيعية فهو "حلالس" !!

هذا الحدث مهم لانه يفيدنا في اعادة قراءة للتاريخ العراقي المعاصر.. لانه يفضح خطاب الاسلامجية الشيعة في العراق .. فهولاء قد استخدموا سابقا المناسبات الدينية وخصوصا عاشوراء في الصراع مع السلطة وبالتحديد في عامي 1974 و1977 .. وعندما جابهتهم السلطة قالوا طائفية .. المثال الايراني اليوم يكذب تلك المحكية اللطمية .. المثال الايراني اليوم يقول لنا ان منطق السلطة لا يفرق مذهبيا بين من يهدده.. والسلطة العراقية انذاك لم تتحرك بوجه الاسلامجية الشيعة من منطلق طائفي.

لقد استخدم الاسلامجية الشيعة عاشورا من اجل اغراض سياسية في عراق السبعينات.. كانوا يريدون تسييس "المقدس" الشيعي لانهم كانوا يريدون تأجيج الصراع الطائفي في العراق.. استخدموا آنذاك المناسبات الدينية ورفعوا خلالها شعارات تنادي بسقوط السلطة .. وعندما جابهتهم السلطة بالقوة قالوا طائفية .. لانهم كانوا اصحاب اجندة ترمي الى التركيز على البعد المذهبي في الصراع السياسي.. لقد تطرقت لـهذه الاحداث بتفصيل اكبر في مقال سابق كان ردا على رسالة احمد الكاتب الى السيستاني .. واحمد الكاتب هو واحد ممن عايشوا تلك الاحداث.. احمد الكاتب نشر مقالتي تلك في موقعه الشخصي من دون ان يرد عليها .. وكما يقال السكوت علامة الرضا.

رجال الدين الشيعة اليوم يحكمون في العراق كما في ايران .. وفي كلا البلدين تم قمع متظاهرين شيعة استخدموا مناسبة عاشوراء لأغراض سياسية .. حكومة المالكي قمعت جماعة الصرخي قبل سنتين .. وحكومة ولاية الفقيه في ايران قمعت قبل اسبوعين جماعة كروبي وحسين موسوي .. مهدي كروبي ذكّر قبل ايام بالاحتجاجات التي نظمها رجال الدين في عاشوراء عام 1963 في عهد الشاه .. وهو قد اعترف ان الشاه كان اقل عنفا تجاه المتظاهرين آنذاك من حكومة ولاية الفقيه الحالية .. باختصار، الملا عاري.

كل يوم اخر للاسلامجية الشيعة في السلطة هو خطوة باتجاه الخروج من الفهم الخزعبلاتي لمفهوم السلطة .. كل يوم اخر هو ضربة للمنظور الاسكاتولوجي الشيعي للعالم .. كل يوم اخر هو انتصار لتشريح ماكيافلي الواقعي للبشر والسياسة على هلاميات نهج البلاغة .. كل يوم اخر في السلطة هو عدد اقل من "شاربي الشاي" الجالسين في مقاهي يغطيها غبار معارك الجمل .. كل يوم اخر هي "توبة" اخرى غير مقبولة لأصبع بنفسجي أمام "ضريح" العراق .

هناك 9 تعليقات:

  1. غير معرف17 يناير, 2010

    الاخ كريم المحترم

    دائما تحليلك ووضعك النقاط على الحروف صحيح ومتكامل. المشكلة هو لا اعرف هذه الملايين الراكضة والزاحفة على اربع متى تصحوا من سباتها وغبائها الاعمى من الاستماع الى اشخاص اقل ما يقال عنهم انهم جهلة ومنافقون.

    التقيت قبل يوميين دكتور كان يعمل في الطاقة الذرية العراقية هو وزوجته زارا العراق في اواخر السنة الماضية وكالعادة سألته عن العراق, فذكر كل شي ماشي والامور هواية احسن. سألته سؤال محدد لقد كانت في داخلك صورة العراق عندما غادرته فهل الصورة الجديدة محزنة من دمار وخراب؟
    واجاب هذا صحيح بس اكوا اشياء سيئة واكو اشياء هواية احسن. سأئلته عن الطريق الذي سلكه للوصول الى بغداد فأجاب انه استأجر جمسي من البصرة مارا بالناصرية وباقي المحافظات الى بغداد بس اللافت للنظر على طول الطريق هناك مطاعم واستراحات انشأت من قبل القطاع الخاص وحتى المرافق الصحية نظيفة (طبعا المقارنة مع المرافق العامة في بلد اوربي كوننا نعيش هناك) والامور امان.

    وهنا حبيت ان اتطرق الى موظوعين هامين وهما المسيرات المليونية والزحف الرباعي وعاشوراء والتطبير.
    فكان رده على سؤالي الاول الجهل والناس جهلة, ولا كون ان مصادر الاعلام المرئية والقرؤة الحكومية وغيرها تطبل لها فايهما الجهلاء الناس ام الداعين لهم من المنافيين والدجالة؟

    وكان جوابه على السؤال الثاني ان الدجال الاكبر السيستاني منع التطبير في الشارع وكل من يمارس يعتقل(كما كان يفعل النظام السابق) فقط يسمح بالتطبير في اماكن مخصصة؟

    واخر سؤالي له ما رأيه بوزير النفط والكلام حولة كثير, فسألني هل تعرف لماذا اعتقل من قبل صدام فذكرت حسب مذكراته انة امتنع عن القيام اوالمشاركة بمشروع صناعة القنبلة النووية, فرد بلا , اعتقل لانه تم تصويره يرتدي دشداشة سوداء ويوزع او واقف على جدور القيمة والتمن؟ وكونه عمل معه في الطاقة الذرية ويعرفه معرفة تامة فانه انسان نظيف من عائلة متمكنة ولها احترامها وان جدة كان يملك من الاراضي والبساتين وكلها من اموال الخمس الكثير.

    عذرا مما تقدم وقد يكون طويل او لا علاقة به بما ذكرت ولكني اراه انه الحقيقة المحزنة من اناس حصلت على شهادات عليا وتنعمت بخير العراق ولا زالت منافقة وتؤمن بالدجل.

    ولو سمحت لي ان اظيف ان نفس النظام الحاقد في ايران منذ مجيء الخرف خميني وهم يستغلون مناسبة اداء الحج في التظاهر واطلاق شعارتهم الممجوجة وتلك افعال ليس ب "الاستخدام السياسي" لمناسبة دينية مقدسة, ولا هي "الإهانة الرهيبة التي لحقت بالحج". وفوقها يتعالى نباحهم على السلطات السعودية عند منع جرذانهم من النعيق في الحج.


    سلامي

    ردحذف
  2. غير معرف20 يناير, 2010

    أخي العزيز كريم ، فتشت الدربونة منزلاً منزلاً .. وآتسع حدقي لرؤية مايخطة يراعكم الكريم يامسيو كريم .. الرجاء مراسلتي لأمر هو ضروري وفي مصلحة المدونة والكاتب وعلى رأسهم العراق .

    ردحذف
  3. ستادي الحجي كلة مضبوط ولا عاب حلكك

    http://birjwazi.blogspot.com

    ردحذف
  4. غير معرف24 يناير, 2010

    حاقد موت احقد
    بلكي سمكم ايكتلك
    اصفر حقير

    ردحذف
  5. غير معرف24 يناير, 2010

    يمعوداصحى الطائفية تموت وانت الى الان تدعوا لها
    انا اعلم ما سوف تكتب غدا لا بل بعد الغد وكل كتاباتك المستقبلة
    هي كتابت حاقدة على ايران والشيعة
    من امثالك هم الذين يبنون العراق نحن بحاجة الى امثالك وبدونكم لا تكون طائفية فكيف نعيش؟؟؟؟؟؟

    ردحذف
  6. غير معرف24 يناير, 2010

    كل كتاباتك تعبر عن حقد دفين
    مصطلحاتك مشتقة من قادسية صدام
    ثقافة مبطنة بحقد عنصري

    ردحذف
  7. غير معرف26 يناير, 2010

    عذرا للاخطاء في تعليقي السابق وارجوا من الاخ كريم تفظله بحذفه وادناه التعليق بعد التصحيح:


    عندما كنا طلابا في المتوسطة الشرقية في الحلة وهي واقعة في قلب المدينة وقرب شط الحلة الجميل وكنا ثلاثة من اقرب الاصدقاء كل واحد يمتلك اراؤه السياسية البسيطة في ذلك الوقت وبالطبع كانت تعكس الاتجاه السياسي لعوائلنا. وكان واحد من اصدقائنا يكبر ويمتدح الشيوعية والدول الشيوعية وكان يتندربتكاليف العيش الرخيصة في تلك الدول مقارنة بالعراق انذاك في 1969 عندما كان الفلاحون في الحلة في باب المشهد يصطرون صنايق الطماطة الخشبية وعند ارتفاع شمس النهار بحدودالساعة السابعة صباحا في الصيف يبعون الصندوق الواحد بخمسة وعشرون فلسا كونها سوف تتلف.

    ويستمر صديقنا بالمديح للشيوعيين والدول الشيوعية وبالذات الاتحاد السوفياتي السابق وفي مرة من المرات رددت على صديقناهذا واستمراره بالمدح ان اذهب الى الاتحاد السوفيتي وعيش هناك واستلم راتب كاي مواطن هناك وبعدها يمكنك ان تقارن كم هي تكاليف الحياة ورخصها مقارنة بالعراق... فسكت.

    وحسب ما تعلمون ان اغلب قياديين الحزب الشيوعي العراقي اختاروا الدول الغربية وليست دول شيوعية كبلاد مهجر لهم وهو كذلك ما فعلة الملالي الايرانيين في العراق الذين ما لبثوا من سب الغرب والموت للاستكبار العالمي وعوائلهم وابنائهم واملاكهم كلها في الغرب الكافر.

    ارجع الى التعليقات الثلاث "الصفرة" الاخيرة, واقول لاصحابها انكم اثبتم فشلكم باسلوبكم في الكلام وهذا واضح, والظاهر ان قلوبكم وعقولكم في ايران وتودنها اذهبوا لها وعيشوا في جنة الملالي في الارض واتركوا اهل العراق لأهله ايها الاعاجم.

    عراقي من الحلة الفيحاء

    ردحذف
  8. غير معرف29 يناير, 2010

    Not everyone could recognize Prime Minister Nuri Kamal al-Maliki, Iraq’s most powerful Shiite politician. But most people here know his name, an emblem to them of loyalty to the state and their sect.

    “We have a saying here, ‘Whoever marries my mother, I call him father,’ ” said Mr. Hlayil, the sheik. In most versions of the proverb, you are supposed to call him uncle, not father, but the meaning remains the same: You are left to accept what fate has delivered.

    “He’s the only one we know of,” Mr. Khalaf said.


    كم من هؤلاء الذين سوف يجلبون المالكي وغيره لتدمير العراق

    ردحذف
  9. غير معرف10 فبراير, 2010

    عيزيزي كريم لقد قرأت مقالك انا شخصيا ضد ان يحكم دعاة الدين والمذاهب وان يتدخلون في الحكم والسياسة لان وظيفتهم مقتصرة على الدين والدعوة ، لكن ان يتم الحديث عن موضوع الشيعة والسلطة قبل 2003 بهذه السطحية او ما اسمه قفز على الحقائق فهو امر غير صحيح اصبح واضح وبشكل كبير ان ايران دعمت الاحزاب الشيعية عندما كانت في المعارضة واسهمت في خلق المشاكل للسلطة ليس حبا في شيعة العراق ولكن حبا في احداث القلاقل والمشاكل في العراق هو ما اصبح واضح وضوح الشمس بعد 2003 ولكن من المهم عندما نحاول ان نشخص المشكلة بشكلها الاصح والاعم وهو لماذا تحول الاحزاب الى ايران لماذا يلجأ اي شخص الى الخارج اذا ماكان يستطيع ان يعيش في وطنه بصورة طبيعية ، بعد تحديد المشكلة لا بد ان تطرح عزيزي الكاتب الحلول لهذه المشكلة او المشاكل اذا اكتفينا فقط بالكلام وبدون كأننا لم نفعل شيئا سوى كلام في الهواء ولن تختلف كثيرا عن من تحدثت عنهم في مقالك سوى باختلاف الشوص مع حفض العقلية

    ردحذف