2009/10/31

فضائيون


“Every officer with the rank of a colonel or higher has at least 10 policemen from whom he takes all or part of their salaries,” said the officer. “We call those policemen ‘fadhaei,’ ” which translate roughly as aliens from outer space



"كل ضابط من رتبة عقيد فما فوق يمتلك على الاقل عشرة افراد شرطة ياخذ منهم جزء او كل رواتبهم .. ونحن نسمي هذا النوع من الشرطة بالفضائي" .. هذا ما يقوله ضابط شرطة عراقي ضمن تقرير نشرت النيويورك تايمز نتائجه قبل يومين .. وهو تقرير عن الفساد المستشري داخل وزارة الداخلية .. الاف من منتسبي الامن العراقي ليس لهم وجود الا في قوائم الرواتب التي تذهب الى جيوب الضباط الكبار .. ضابط شرطة اخر يقول ان " آمر فوجنا يسرق شهريا 34 الف دولار من مجموع 41 الف دولار مخصصة شهريا للغذاء".. والتقرير يقول ان حجم المسروقات في النصف الاول من هذه السنة فقط هو 122 مليون دولار .. والفساد بحسب التقرير مستشري من قمة الوزارة الى الشرطي في الشارع .. لكم ان تضيفوا الفساد المستشري في الوزارات الاخرى لتعرفوا كيف ولماذا اصبح العراق "جمهورية موز".


تعجبني مفردة "فضائي" التي تصف هذا الصنف من منتسبي الأمن ممن "ينامون" في قوائم الرواتب بدون وجود فعلي على الارض .. في هذه المفردة ايحائية كبيرة .. فهي تصف بدقة ما يجري منذ ستة سنوات ونصف في جمهورية الموز اللطمية.. حيث كل شيء له وجود افتراضي فقط .. وجود اسمي فقط .. حكومة لا تحكم .. دولة بلا قانون.. ديمقراطية بلا مواطنين .. رجال دين بلا اخلاق .. وزراء بلا كفاءات .


ظاهرة الفضائي هي نتيجة منطقية للحكومة "الفضائية" .. الموظف الحكومي يسرق ، يرتشي، ويمارس الفساد لأنه يعرف انه يعيش في دولة بلا قانون .. ففي جمهورية الموز اللطمية، ورغم كل المليارات المسروقة ، لم تدن "لجنة النزاهة العامة" سوى 397 متهم فقط .. وهذا منذ تأسيسها في عام 2004 وحتى نهاية السنة الماضية .. والادهى هو ان "صيد" لجنة النزاهة ينحصر في صنف "الاسماك" الصغيرة .. اما "الحيتان" فهي حرة طليقة .. تسبح في بحر الفساد .. وتسرق "عيني عينك" بلا حساب او عقاب.


قل لي بربك .. ماذا تتوقع من شرطي يعمل في "دولة" يقوم فيها نائب رئيس الجمهورية بسرقة مصرف ؟ ثم تعال ارجوك وقل لي .. ماذا تتوقع من شرطي في "دولة" يجلس فيها دريلجي مجرم كـ هادي العامري نائبا في برلمانها ؟ ثم بعد هذا وذاك .. ماذا تتوقع من "ابو اسماعيل" وقد تحول اية اللة العظمى الى سمسار عقارات في لندن !!

هناك تعليقان (2):

  1. الاخ كريم
    تحية وتقدير
    لهذا السبب تهافت على العمل في جيش محمد العاكول بالعراق الجديد ! وفي شرطته الاتحادية (هاي حلوة) حثالات تاريخها أسود وباتت تشتري المناصب من خلال سرقفلية فآمر الفوج له سعر 30000 دولار وقائد الفرقة 40000 دولار وتختلف هذه الاسعار حسب طبيعة المنطقة التي تنفتح بها الوحدة العسكرية وحسب ملاك أفرادها ... بالمناسبة حتى هذه اللحظة بلغت مصروفات حكومة المالكي خلال السنوات الاربع الاخيرة أكثر من 700 مليار دولار من غير ان يرى العراقيون تحسنا على الارض ! هذا مبلغ يشكل ميزانيات دول لمدة نصف قرن ! تصور ! في وقت ترى المشاريع الخدمية فيها على قدم وساق والعمارات الشواهق ترتفع مناطحة السحاب والكهرباء يتجاوز الحاجة الفعلية ودوائر الصحة ومؤسساتها تنعم في بحبوحة من الصحة والعافية تغدقها على مواطنيها و..و..و الحديث يطول والبلوى تفتت القلب السمين .. هؤلاء أعتادوا الفساد مذ كانوا في مهاجرهم يعمهون .. يبيعون الدجل ويشترون السحت الحرام فوجد فيهم بوش اللعين ضالته وإيران الفساد حاجتها ولكن أخي لا يصح الا ما أعتاد التاريخ في دورته والفجر آت لا محالة فهو درس إلهي لا بد منه لوضع الامور في نصابها .. فإن كان صدر اليوم ولى فغدا لناظره قريب . بوركت وواصل أعزك الله .
    مصطفى العراقي
    http://mustafaaliraqi.blogspot.com/

    ردحذف
  2. غير معرف09 نوفمبر, 2009

    Avez-vous un facebook? Êtes-vous intéressé d'en avoir un?

    ردحذف