2009/07/13

عودة "شارب شاي" الى كوكب الارض


قبل ايام وجه النجل الاكبر للخوئي رسالة الى نجل السيستاني .. في تلك الرسالة يستجوب نجل الخوئي نجل السيستاني عن مصير ما يسميه " العقارات والأموال المسروقة من بيت المال ومبالغها بالمليارات" .. رسالة نجل الخوئي الى نجل السيستاني لا تقول جديد .. رائحة الفساد المنبعثة من السراديب قد فاحت منذ فترة طويلة .. ما هو مهم فيها هي انها تؤكد وبشهادة شاهد من اهلها مسار تحول "اية الله" الى سمسار عقارات في لندن .. وكل عارف باسرار عالم السراديب سيفهم ان خلف رسالة نجل الخوئي تكمن عملية تصفية حسابات بين ابناء بيوتات .. ابناء بيوتات يصفون حساباتهم بسبب خمس فقراء الشيعة ..خلف كل "عركة" بين ابناء البيوتات ابحث عن المال .. الم تشتعل "معارك الجمل" بين بيوتات قريش من اجل ريع "بستان قريش" كما كانوا يسمون العراق آنذاك .

الغريب ان رسالة نجل الخوئي مرت "مرور الكرام" .. بالاحرى مرور الحرامية .. خلسة .. ربما لانها لاتحمل معلومات جديدة .. ومع ذلك فهي تحمل دلالات هائلة .. كيف حصل ان تلامذة وحفظة نهج البلاغة على هذا المستوى من الفساد .. كيف حصل ان مدرسي المبادئ والاخلاق في السراديب على هذا المستوى من الوضاعة الاخلاقية في الواقع .. هنا بعض حقائق مرة قد لايطرحها اللطمي ولكنها تطرح نفسها .. اللطمي اليوم يواجه الحقائق المرة التي رفض رؤيتها خلال قرون .. حقائق ماكيافلي تنتصر على هلاميات نهج البلاغة .

لطالما وقفت "المظلومية" الشيعية على حافات العالم توزع النصائح والعبر .. لطالما كفّرت وعهّرت .. لطالما قسمّت العالم الى ملائكة وشياطين .. لطالما استرخت نائمة في قرون الكسل الاخلاقي المكتفي بالمجردات .. ولكنها اليوم تنزل من عوالم الكسل الاخلاقي الى واقع السلطة المفعم بالتناقضات .. فهناك فرق كبير بين الاسترخاء على حافات العالم و الحكم بمثالية على العالم .. وبين النزول للواقع و العمل فيه .. هذه الحقيقة يواجهها اللطمي اليوم فقط .. واشك انه يستوعب كل ابعادها .. وهو اذا ما فعل فهو سيفهم شيء ضروري للخروج من العقلية الاسطورية اللاتاريخية وهو ان الحسين "حسين" فقط لانه لم يتسلم سلطة .. لم يمارس سلطة .

لينين وفي خضم الثورة الروسية يقول لرفيق من رفاقه كان يطالبه بالغاء حكم الاعدام : " كيف يمكننا القيام بثورة من دون فصيل اعدام" !! ورفيقه ستالين كان يقول "الثورة عمل قذر" ..لسان حال اللطمي اليوم يقول: "كيف يمكننا تشييع العراق من دون فصيل دريلات" .. المبادئ تموت امام اختبار السلطة .. وهذا ثابت تاريخي .. نقد السلطة شيء .. وممارسة السلطة شيء آخر مختلف تماما .

"صاحبنا" لينين كان يصنف رفاقه متهكما الى صنفين "شاربي الشاي" و"رجال الواقع" .. نستطيع ان نقول ان اللطمي كان طوال القرون الماضية بموقع "شارب الشاي" الذي ينظر للعالم من خلال قعر "استكان" الشاي .. يحكم على السلطة من دون ممارستها .. اللطمي كان ساكن ازلي لمقهى الماضي .. يجتر خطب وخطابات نهج البلاغة .. يدخل الماضي بعقلية المتبضع في السوق، منتقيا من احداث التاريخ ما يناسب محكيته .. ويخرج منه بغباء الشاعر الذي ينتهي من قصيدته معتقدا انه اعاد خلق العالم .

"شارب الشاي" هذا ذو اللسان الطويل والفعل القليل خرج اليوم من مقهى الماضي المترب .. خرج من "حسن عجمي" و "الشابندر" ودخل للمرة الاولى في "الحيدرخانة" .. خرج من برجه العاجي ودخل في الواقع .. خرج من ظلمة سراديب النجف وكربلاء .. ودخل في مدن تحتاج الى كهرباء وماء وشوارع خالية من"الكلاب" و السرسرية .. شارب الشاي يواجه للمرة الاولى حقائق السلطة المرة .. وبنزوله للواقع تحول "شارب الشاي" الى حرامي .

كم كانت الامور سهلة حين كان اللطمي مسترخيا على حافات العالم .. وكم بدت "السماء" قريبة آنذاك .. اهلا بكم على كوكب الارض !! لن يجروء لطمي بعد اليوم على لعب دور الضحية .. كيف وقد تحول "آية الله" الى سمسار عقارات في لندن!!

هناك 3 تعليقات:

  1. غير معرف14 يوليو, 2009

    لندن 14يوليو
    ولكن يوسف سلمان فهد
    يقول

    الشاي خمرة الثوار

    kind regards

    ردحذف
  2. غير معرف15 يوليو, 2009

    كتاباتك اخ كريم دائما تصيب كبد الحقيقه اعذر تطفلي فانا اتابع كتاباتك من مده قليله فقط ولكن تحليلاتك رائعه جدا

    ردحذف
  3. تهنئة للكاتب لانه ابتكر مصطلحاته لتوصيف
    حال عراق الاحتلال.تعابير سوف تصبح ادوات
    علمية في تحليل المجتمع العراقي لم يعش الدكتور علي الوردي لتوصيفها لانه لم يعش
    مرحلتها.هذه الكتابات واخري نادرة جدا ,من مثل مدونة RIVERBANDسوف تعيش لتدخل تاريخ العراق الحديث.تهنئة للكاتب

    يونس الخشاب
    كاتب عرافي السويد

    ردحذف